اريتريا الحبيبه
عــزيزى الزائر / عزيزتى الزائـره . يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا .
او التسجيل اذا لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة منتديات اريتريا الحبيبه سنتشرف بتسجيلك وندعوك للاستجمام فى واحة اريتريا...........مع تحيات اسرة منتديات اريتريا الحبيبه .
اريتريا الحبيبه
عــزيزى الزائر / عزيزتى الزائـره . يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا .
او التسجيل اذا لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة منتديات اريتريا الحبيبه سنتشرف بتسجيلك وندعوك للاستجمام فى واحة اريتريا...........مع تحيات اسرة منتديات اريتريا الحبيبه .
اريتريا الحبيبه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اريتريا الحبيبه

منتدى يهتم بشرح ثقافة الشعب الاريترى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إرتريا يا جارة البحر يا منارة الجنوب من أجل عينيك الجميلتين .. من أجل عينيك الحزينتين .. يأتي زحفنا من أقدس الدروب..!!

 

 إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري بقلم / يبات علي فايد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نزارالخوجلابى




عدد المساهمات : 14
نقاط : 42
تاريخ التسجيل : 12/06/2012

إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري  بقلم / يبات علي فايد Empty
مُساهمةموضوع: إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري بقلم / يبات علي فايد   إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري  بقلم / يبات علي فايد I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 3:23 pm

[center]إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري

بقلم / يبات علي فايد


1-
من صميم التقري إلى صميم العربية



أ/ جذر ومعان:

حول الجذر الثلاثي: قرر

1- قرورة.

القارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة وتكني عنها
بها. والقارُورُ: ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل: لا يكون إِلا من الزجاج خاصة.
قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا" ".

2-قُر:

القُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: القُرُّ في الشتاء والبرد في الشتاء والصيف،: ويقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ، . ويقال في العامية السودانية، "قر الينفخك".
3- قُرَّه:
ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ .
4- ماي قِرَّر.
وقَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرّاً: فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا تحترق. والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كلّه: اسم ذلك الماء.
5- قِرَار:
والقَرارُ والقَرارةُ من الأَرض: المطمئن المستقرّ، وقيل: هو القاعُ المستدير، وقال أَبو
حنيفة: القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه.
ب/ جمل عربية تحسب رطانة:

"ربي لباركك، ماي هبني، وحوك وحالك حاكيم، بلم: حنا أمَّغربية هالكيتت إيببنا"

ليباركك ربي، هبني ماءً، وأبوك وخالك حاكيهم، قلهم، حنَّا أبنا المغربية الهالكة.
بدأت الجملة الأولى بالاسم "ربي لباركك"، وكذلك الجملة الثانية "ماي هبنِّي"على غير ما هي عليه العربية الحديثة. وفي جملة "وحوك وحالك حاكيم" قلبت الخاء حاءً، وهو يعني خوك، خالك. وفي قوله "حاكيم" ويعني " حاكيهم" حذفت الهاء كما نقول في العامية السودانية "كلمم"، ونعني كلمهم. وفي قوله "بلهم" قلبت القاف باءً، فهي قلهم، كما في قولهم: "بَلَنِّي" يعني قل لي، فكأنه يقول" قَلَنِّي" فكأنَّه يدخل نون الوقاية ههنا ويردفه بضمير المخاطب. وواضحة قولته "حنا" وهي العربية الحديثة "حِنَّا" مخفَّفةً.

رئي مي كتبكُ "حوك حوكاتو"

وتعني: انظري ما كتبتُ
"رئي" هي الأمر من رأي، رء مضاف إليها ضمير المخاطب الياء، "مي" أي ما ربما للتخفيف، وقد سمعت شايقية تقول لكمسارٍ في بص وقد ابتعد عن المحطة التي تبتغيها، "نان دي مي محطي؟" وقوله "كتبكُ" قلب تاء المتكلم كافاً، وقد سمع الشاعرعبد الحسحاس، وهو يقول "أحسنكُ والله" يريد أحسنت والله.
أما قوله، "حوك" فقد أسلفنا فيها الحديث من قلب الخاء إلى حاء، وأما كلمة "حوكاتو" فقد حدث فيها قلب في حرفي الحاء والتاء، وقد قلبت التاء عن أصل هاء كما زيدت الألف، ويعني "خوك هو" اي هو أخوك، كما في قوله "مالكاتو"، أي مالك هو.
سؤال يستحق الإجابة:
لماذا كل هذا الاختلاف بين لغة بني عامر، القئزية القديمة، واللغة العربية الحديثة؟


2-
إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري

فيما سبق تحدثنا عن بعض مفردات التقري الموغلة في العربية بعنوان: "من صميم التقري إلى صميم العربية"، ثم اتخذنا مثالاً لجملة من لغة التقري، وحاولنا التأصيل لها في العربية، ثم كان وعدي أن أتحدث عن الاختلاف بين الجئزية القديمة واللغة العربية الحديثة. وأبتدر حديث بـ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا أحسب أن الناطقين بلغة التقري لديهم أدنى شك بعروبة لغتهم التي توارثوها، كابراً عن كابر. تلك اللغة التي لا يكاد العقل يصدق عمرها الحقيقي، ذلك أن من اليقين الذي لا يخالجه شك أن انهيار سد مأرب كان في حوالي 500 ق. م، مما يعني توارث هذه العربية القديمة قدم هذا التاريخ، مما يصعِّب إرجاعها إلى الأصول العربية الحديثة، وأعني بها لغة قريش، والعربية الفصحى الحديثة؛ ذلك أن هذه الفئة (الناطقة بالتقري) هاجرت من جنوب الجزيرة العربية إبان انهيار السد، وظلت على اختلاف أزمان هجراتها المتوالية إلى إرتريا الحالية، وشرق السودان الممتد قبالة الساحل إلى حلايب الحالية. ظلت محافظة على نسلها، وذلك بعدم الاختلاط بالشعوب الإفريقية، بل وإنها لم تكن لتتزاوج من بعضها البعض إلى عهد قريب، إلا ما كان من أجل إطفاء فتنة الاقتتال طلباً للثأر، وما إليها من أحوال جد نادرة، مما أتاح لها الاحتفاظ بلغتها بل ولهجاتها التي أتت بها من جنوب الجزيرة.
يقول أبو عمرو بن العلاء: "مالسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا" وقد شاركت أهواء الناس كثيراً في تأويل مقولته هذه فأولوها بأنها ليست عرببية على الإطلاق، وهذا الفهم نتج عن قوله في البدء "ما لسان حمير بلساننا" حيث صدت هذه الجملة الأفهام عن الانتباه لما بعدها، أعني الجملة الثانية "ولا عربيتهم بعربيتنا" والذي أحسن الظن بقوله جعل لغة حمير بل والألسن الجنوبية كلها ليست عربيتهم، أي عربية الشمال. والحق أنه لم ينف كونها عربية، ولكنه نفى أن تكون عربيتهم عينها، ثم جاءت طائفة أخرى اقتصرت عربية الجنوب على بعض اللغات السائدة على نطاق ضيق في بعض مناطق الجنوب اليوم، مثل لغة سكان جزيرة مهرة ببحر العرب جنوب اليمن واللغة الشحرية في ظفار بعمان، وغيرهما. وما يؤسف له أن بعض الإخوة من الذين كان لهم الحظ بمعرفة تلك المنطقة يحاولون إلصاق لغة التقري بتلك اللغات وهنا لا أعني المنطقة، وإنما اللغات الموجودة بها، وغرتهم في ذلك بعض المفردات التي توافق التقري، في محاولة لنسبة لغة التقري لتلك اللغة أو هذه، والذي أراه بعيد اطلاعي على مفردات من تلك اللغات التي أنكر أبو العلاء أن تكون عربيتهم، هو أن لغة التقري ذات صلة وثيقة جداً، مقارنة بتلك اللغات، أعني لغة عرب الشمال، ولو اطلع أبو العلاء على لغة التقري لاستشهد بها في كثير من ما يشكل عليهم في اللغة. وعليه ينبغي أن يكون مجال البحث في الآثار الموجودة جنوب جزيرة العرب، وليس المتبقي من اللغات القديمة في تلك المنطقة، ذلك أنها لا تكاد تكون قريبة من لغة التقري ناهيك عن أن تكون التقري مأخوذة عنها.

تكمن المشكلة في إقناع العامة بأصالة هذه اللغة في العربية إلى جهل العرب بها، وذلك لانحسار التطور عن هذه اللغة لمفارقتها مكان نشأتها، ذلك أنه بينما كانت اللغة في جنوب الجزيرة العربية خاصة، و شمال الجزيرة العربية عامة تواصل صعودها وهبوطها في سلم التطور اللغوي وانحطاطه، كانت هذه اللغة في ألسن أولئك المهاجرين على منأى من هذه التغيرات والتحوارت، أو لنقل إن صح التعبير أنها كانت في بيات شتوي طويل طويل، مما حفظها من الدخيل، والمولد والمعرب، وبمرور القرون أصبحت مجهولة حتى عند الناطقين بها في منبتها الأول باستثناء بعض كبار السن في بعض المناطق المعزولة. ولا أعني هنا اللغات السائدة في المناطق المذكورة آنفاً.

وهناك معضلة أخرى، إذ إن الإخوة من أبناء عامر وغيرهم من الناطقين بالتقري، يحاولون في غير ما جدوى إعادتها للغة قريش الحديثة، وهذا عين العنت، إذ إن الفرق جد كبير بين تكوُّن تلك اللغة وما استقرت عليه اللغة العربية بعد تلكم القرون الطويلة.

ثم إن اجتهادات المهتمين بأمر التعريف بلغة التقري من أبنائها لا تتجاوز في مراجعها الكتب المؤلفة بعد قرون طويلة من نشأة تلك اللغة، أو من زمان معرفة الناطقين بها حاليا إياها على مر العصور والأزمان، مما يعني حتى جهل أولئك الواضعين للقواميس العربية باللسان العربي القديم في جنوب الجزيرة العربية، وما عنيت بذلك منقصة لأولئك العظماء الذين نذروا أنفسهم لخدمة العربية، حاشا لله، فإن جهدهم مقدر، ومعروفهم غير منكر، وإنما عنيت أن وقت جمعهم للغة كان بعيداً عن الفترة التي غادرت فيها العربية اليمينة المعنية اليمن إبحاراً إلى شرق إفريقيا، والشواهد في ذلك كثيرة، نورد منها مقولة صاحب جمهرة اللغة عن كلمة (الدِّحَنَة) : "الأرض المرتفعة، لغة يمانية جاء بها أبو مالك ولم يعرفها أصحابنا"، والدحن عندنا في لغتنا هي السلامة والأمن، وهي غير بعيدة من المعنى الذي ساقه أبو مالك، ذلك أن طبيعة اليمن الجبلية تتطلب بناء المنازل في الأماكن المرتفعة رجاء السلامة من كوارث السيول، مما يعني بلوغ السلامة، و"دحنة" الفعل عندنا تعني سَلِم، والمصدر منها "دَحَنْ" أي سلامة، وتأتي على ذات الصيغة معرفةً أي "دَحَن" فيقول الرجل لصاحبه "دحن لهبك" أي ليهبك السلامة، ويقال: في ختام الحديث: "ودحنك وسلامتك" أي وأمنك وسلامتك، تقال كما هي معروفة حديثاً من مثل قولهم، "والسلام". ها هو أبو العلاء قد استدل بلغة التقري، في الوقت الذي أنكر فيه أن تكون عربية حمير عربيتهم.
لكن هذا لن يعفينا عن الاتكاء على التراث العربي المكتوب حديثا، إذ إن ظني كبير في أن يفلح الأمر إذا التفتنا إلى الكلمات التي يخلو منها القاموس العربي الحديث، وأعني هنا اللغة العربية المتداولة، والاعتماد على الغريب والحوشي من العربية، والموافقة في ذات الوقت للغة التقري المستهدفة، وذلك أن اعتمادنا ما يوافق العربية الحديثة قد يؤدي بنا إلى اتهامنا باستلافها من العربية نتيجة مخالطتنا للعرب، أو مخالطتهم إيانا، كما هي الشواهد في اللغة الهندية من مثل قولهم: عدالت، وبرهان، وجبار، وغيرها مما نسمعه في الأفلام الهندية (اسمحوا لي التعبير عن إعجابي بالأفلام الهندية)، عندها سيتبين المترددون في استيعاب ادعائنا صدق دعوانا.

ولنأخذ مثالاً على ما أعني من تلكم المفردات كلمة "حِجَاف"، و"سِرَاك" المعروفتين جداً عندنا في البادية خاصة، والأولى هي الحذاء المصنوع من طبقات جلود الإبل، لمتانتها، توضع بعضها فوق بعض، حتى تغدو سميكة تمنع الحر والشوك، وترقي بمن يلبسها عن الأرض ليحافظ على قدمه من الأذى، والثانية تعني أحد سيور النعل الذي تربط به هذه الطباق ليوضع فيها إصبعين من أصابع القدم، ويلتف الآخر على الصفة التي عليها الحذاء الذي كان يدعى "تموت تخلي" إلا أن الذي يدخل في السراك ليس هو الإصبع الكبير في مثل هذه الأحذية المعنية، وإنما هما الإصبعان اللذان يليان الإصبع الكبير. يقول صاحب لسان العرب عن الحجاف المعلوم لدينا تماماً: "الحَجَفُ: جلود من جلود الإبل يطارق بعضها على بعض، وتتخذ منها الترسة" وهي عندنا تتخذ منها الترسة أي (الدرقة) المعروفة لدينا بـ "الْقَلَبْ"، والنعل أيضاً ودليلي على اتخاذ النعل منها عند العرب قوله في الاستشهاد لذات المعنى: "وقال المُرَّار الفقعسي:
وفاء على دجوج بمنعلاتِ يطارقُ في دوابرها الشسوعا"
وهذا المعنى الأخير ساق لنا ما أردناه من المعنى الأول "حجاف" والمعنى الثاني "سراك" حيث يقول: "شسع النعل: قبالتها الذي يشد إلى أمامها". وفي معنى "سراك" التي ترد عندنا بالشين، "شراك" يقول صاحب لسان العرب: "وفي الحديث أنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفيء بمقدار الشِّراك، هو أحد سيور سيور النعل التي تكون على وجوهها".

ثم إني أرى ضرورة الالتفات إلى الإبدال في اللغة العربية، وهذا الإبدال أيضاً لا ينبغي الاعتماد فيه على القلب المعروف في القواميس العربية وكتب النحو والصرف، المحدود جداً، ذلك أنها ستقصر عن بلوغ المأرب. ولكن ينبغي الأخذ بكل ما يؤكد وجود علاقة مستمرة في استخدام معنىً ما بطريقة معينة وفيه أكثر من استخدام. من مثل: قلب الهاء إلى تاء في مثل قول العامري مثلاً: "منتو؟" بمعنى "من هو؟" حيث إنك لو أبدلت الهاء في "هو" إلى تاء وردْتَ على المعنى المراد بقوله "منتو؟" من مكان قريبٍ قريب. وفي مثل قول العامري: "مي بيل؟" والتي تقابل "ما قال؟" نجد القلب في الياء الأولى في "مي" حيث قلبت عن الألف للتخفيف، كما هي عليه مقالة الشايقية التي ذكرت من قبل "نان دي مي محطة" في عتابها على الكمساري الذي ابتعد بها عن مكان نزولها. والباء في "بيل" مبدلة عن قاف، والياء عن ألف كما هو عليه حال الإمالة في القرآن الكريم في نحو "مجرىها".

كما ينبغي الانتباه إلى التنقيط، والانتباه إلى كيفية استخدامه في لغة التقري من مثل: "مَسَاكِبْ عَدْكُمْ رَيمْ تُو؟" وتعني تماماً "مساكن عدكم ريم هو" ومعنى "ريم" في العربية معروف، وكذلك "عد" التي ينطقها عرب الشمال وعرب الغرب، في السودان بالكسر "عِدْ" حيث يقال: عد الفرسان، و "تو" أسلفنا القلب فيها حيث قلبت الهاء تاءً. نلاحظ هنا تغيير موضع النقط حيث وضعت في التقري "فوق كاسة النون لتصبح باءَ. وهي في المفرد كذلك، فيقول العامري: "مسكب" بدلاً عن "مسكن". ومما هو في مثل قلب التاء المربوطة عند السكت إلى تاء مفتوحة وانتشر هذا الاستخدام حتى في المستحدث من المخترعات، فيقول العامري للثلاجة، ثلاجتْ، ولكل ما هو مؤنث آخره تاء مربوطة من مثل ثمرة، ثمرت، وتمرة، تمرتْ، وفي هذا الشأن يقول الوزير بن العلقمي في العباب الزاخر واللباب الفاخر: "ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء، وهو طيء، فقال: هذا طلحتْ، وخبز الذرتْ" وهذه تقودني إلى قول أهلنا "حَرِّبِتْ" يريدون "حُرْبَة" يقول صاحب لسان العرب: "والحربة الجُوالَقٌ: وقيل هي الوعاء، والجوالق بكسر اللام وفتحها: الأخيرة عن ابن الإعرابي: وعاء من الأوعية معروف". أقول معروف عندنا، وهو ما يعرف بالقربة، وهي إناء الماء المصنوع من الجلد المدبوغ، والذي يستخدم للماء يكون من بهيمة كبيرة، وما يستخدم للبن يكون من بهيمة صغيرة، وأعني من البهم هنا الغنم بنوعيه.

كما أرى أن الدراسة التي تعتمد الجملة التامة ذات المعنى المفهوم سيكون له أثره الكبير في تأكيد عراقة هذه اللغة، مما قد يدعو إلى الاهتمام بها وتلكم الفئة التي ظلت محافظة عليها عاضَّة عليها بالنواجز، كل تلك الحقب والقرون، ومما يؤسف له أن بعض الإخوة يسوؤهم أن تتحدث إليهم بالتقري ظنَّاً منهم بأنها منقصة، بل اعتبار المتحدث بها متخلفاً، وليتهم يعلمون أنما هو كنز عربي ينبغي الاهتمام به وتعليمه الناشئة التي أخشى أن لا يتبقى منها متبقٍ إن أهملنا هذا التراث الذي ظللنا نتوارثه شفاهةً كل تلك القرون.

وقبل أن أختم حديثي هذا الذي أردته إضاءة بسيطة عن كثير من القواعد التي ينبغي الانتباه لها حال دراسة وعرض لغة التقري، أسوق المشهدين التاليين، تأكيداً لما أسلفت من قاعدة.

يمر على شكان وجيواي رجل على ظهر ناقته، يسلم عليهما، يردان السلام ثم يستدركان ليوقفاه يهتف به شكان قائلا:
"ود سب أقبل أقبل"
"ولد سبأ أقبل أقبل"، وحذف اللام من "ولد" للتخفيف على غرار ما عليه العربية السودانية المعروفة". و"أقبل" معروفة.
يهمس جيواي: "إناس بادي وحاقل تو".
يقول صاحب اللسان في معنى حجل: "إذا حُجِّلَ المِقْرى يكون وفاؤه
تمام الذي تهوى إليه المواردُ
قال: المقرى القدح الذي يقرى فيه، وتحجيله أن تصبَّ فيه لُبَينةٌ قدر تحجيل الفرس ثم يوَفَّى المقرى بالماء، وذلك في الجدوبة وعَوَزُ اللبنِ. الأصمعي: إذا حجَّل المقرى أي ستر بالحجلة ضنَّا به ليشربوه هم. والتحجيل بياض يكون في قوائم الفرس كلها.
وعليه فإن حاجل، والتي تنطق "حاقل" ذلك القاف الموجود في قول العامية السودانية "قال" والموجودة كذلك في "قَمَل" يعني "جمل"، وهنا يخطر ببالي ذلك الإعلامي الذي كان ينطق إبان الاقتتال الذي دار بين الحكومتين الإرترية والسودانية على الحدود، كان يقرأ "أبوجَمل" المعروفة عندنا بقوله "أبو قَمُلْ"، أعود لأقول: إن حاقل هي من حجَل الفعل، والفاعل منها حاجل، عوداً إلى قول الأصمعي" إذا حجَّل المقرى أي ستر بالحجلة ضنَّا به ليشربوه هم" ما يعني عوزهم وفقرهم، ويمكن أخذ هذا المعنى ليناسب المعنى الذي قاله العامري وأراد به عوز الراكب الجمل في جملتنا.
يرد عليه شكان: "حاقل إي تبل، إناس راكب تو ونأت عارقتو".
لا أجد اللحظة شاهد على يسعفني لأثبت أن "إي" هي "لا" الناهية، ولكن "تبل" قلت فيها أنها بمعنى "تقل" حيث قلبت الباء عن قاف، و"إناس" معرفة، وجمعها إناسي، وتعني إنسان، وهي عندنا تغلب على الذكر، والأثى إنسايتْ، وهي عن إنسية.
و"راكب" فيها معنىً مخالف لما قد يتوقعه القارئ الكريم، إذ أنه لم يقصد الركوب، وإنما عنى أنه ذو مال، فأتى بالدابة التي يركبها بمعنى غناه. فهو يقول "راكب تو" أي "غني هو" وقد أسلفت القول عن "تو" المتحولة إلى "هو".
وقوله "نَأَتْ" يريد ناقة، حيث حول القاف مثلما هو عليه عند العامية المصرية إلى همزة أولاً، لتصبح ناءة، ثم حذف الألف لتصبح نأة، وعندما حول التاء المربوطة إلى تاء مفتوحة حسب لسان طي، أضحت "نأت".
وفي قوله "عارق تو" عارق عن عارج، من العروج، فهو مرتقٍ عليها، لذا قال: "عارج هو".

يقبل عليهما الرجل:
شكان: "من أيَّ إنت ود سب"؟
"أيَّ" هي "أين"، وحذف النون وعوَّض عنها بياء أدغمها في الياء الأولى.
"إنت" هي "أنت" ولا خلاف عليها، إلا أكل الوقت عليها وشربه مما رفع همزتها، أو لنقل هي عند التقري بهمزة مكسورة. وتحدثنا عن "ود سب".
الرجل من "عد شكر".
"عد" تحدثنا عنها وكذلك "شكر" في قولنا عن تنقيط الحروف، حيث وضع على السين ثلاث نقاط لتصبح "سكر" "شكر".
_ "مسكبكم أيا تو؟"
وعن "مسكبكم" نقول فيها تبديل موضعي في نقطة النون، حيث وضعت أعلى الحرف لتصبح باءً، وبذلك أضحت "مسكنكم" "مسكبكم". وفي "أيا تو" حدث حذف في النون من "أيان" و"تو" قلنا عنها أن التاء مقلوبة عن هاء، لتصبح الجملة "أيان هو".
- "عد عمر.
- "أقوار بكم من عدنا"؟
"أقوار" هي جيران: "وجارك الذي يجاورك، والجمع أجوار، وجيرة، وجيران، ولا نظير له إلا قاع، وأقواع وقيعان وقيعة وأنشد: ورسم دار دارس الأجوار". وبكم هي "لكم" حيث قلبت لامها باءً. والجملة هي: "هل لكم أجوار من عدنا؟"

_ "بنا حوي."
"بنا" تعني "لنا"، و"حوي" تعني "خوي" حذفت النقطة من الخاء.
يصل الثلاثة إلى البيبت
شكان يخاطب ابنته:
"إيرات، سعي من حربت عد حالك ماي هبينا، ومن بيت حالك حمود ود عثمان عسر حفن من أكل سلفي وأمك بليا أكلت لأكي" .

"إيرات"، علم لمؤنث، والسعي معلوم، وتحدثنا عن حربت، وأصبح من السهل عليك عزيزي القارئ فك شفرة "عد حالكِ"، وأسهل منها "ماي هبينا" والتي تحدثنا عنها في المقالة السابقة، وكذلك يمكن فك شفرة "بيت حالك"، أما "حَمُّود" فهي محمَّد، وهذا الاسم مشهور في الخليج، و"عَسِر" هي "عَشْر" و"حفن" هي الحفن، يقول صاحب اللسسان: "والحَفُنُ: أخذك الشيء براحة كفيك والأصابع مضمومة، وقد حَفَنَ له بيده حَفْنَةً، وحفنت لفلان حفنةً أعطيته قليلاً، وملء كل كفٍّ حَفْنَةٌ".
"أكل" يقول صاحب اللسان: "والأكل الثمرُ... وكل ما يؤكل فهو أُكل".
و"سلفي" واضحة لا لبس فيها.
وعن "أكلت" يقول صاحبنا: "والأكلةُ اسم اللقمة. قال اللحياني: الأكْلةُ والأُكَلةُ كاللقمة واللقمة يعني بها جميع المأكول"
ولا تنس عزيزي القارئ أن تفتح التاء المربوطة لتجد "اللقمة المعروفة لدينا في السودان "العصيدة".
"لأكي" تعني أرسلي، يقول صاحبنا " الملك واحد الملائكة، إنما هو تخفيفٌ من الملأك واجتمعوا على حذف همزه، وهو مفعل من الألوك... قال الكسائي: أصله مألكٌ بتقديم الهمزة من الألوك، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل ملأك... فلما جمعوها ردوها إليه فقالوا ملائكة" وأقول رأيه عندي مرجوح ذلك أن الرسول عندنا نحن بني عامر هو لؤوك، والأصل من الملك هو "ملأك"، فحذفت الهمزة بكل بساطة فصار ملك. وقل في "بليا" ما قد تصل إليه من قلب القاف إلى باء، وحُذِفت الهاء الواقعة قبل الألف، الواقعة مفعولاً به، أي "قوليها".
لتكون الجملة كالآتي:
"اسرعي يا إيرات ومن قربة آل خالك هبينا ماءً، ومن بيت خالك محمد ود عثمان استلفي عشر حفنات، وقولي لأمك ارسلي لنا لقمة"
شكان يلتفت إلى الضيف قائلاً: "مرحبا بك حوي".
الضيف:"مرحبا بك".
وباق الجمل مفهومة مع أنها من لغة التقري، الموافقة للعربية تماماً..
ودحنكم وسلامتكم"


الموضوع منقول منتديات كسلا الجمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إضاءات وقواعد للبحث في لغة التقري بقلم / يبات علي فايد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اريتريا الحبيبه :: منتدى تعلم اللغات-
انتقل الى: